كيف نعالج قلوبنا بالايمان
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
احببت ان اتكلم معكم اخوتي في موضوع يشغلنا جميعا الا وهو
كيف نعالج قلوبنا بالايمان ؟؟
قبل ان نبدا اي خطوات للعلاج علينا اولا
بالاعتراف والاقرار وبعد ذلك الندم على ما اقترفنا من ذنوب
فكوننا نقر بذنوبنا ومعاصينا ، ونعرف انها بسبب فساد في انفسنا ، واننا بحاجة الى التطهير من هذه الشوائب والرواسب ،
فهذا هو اول أساس وأهم بداية للعلاج
قال تعالى: {وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102]
قال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه" [البخاري]
واعترافنا بأخطائنا اخوتي أمر لا يشين الانسان او يعيبه اطلاقا
أو يخلو من هذا الامر أحدا ؟ ! اننا جميعا ذوو أخطاء ، وليست العصمة الا للأنبياء
ورغم ذلك لم يخلو نبي من اللمم والذنوب كل ابن اّدم خطاء وخير الخطائين التوابون
فكيف بنا نحن ؟؟
وأخوتي لا يكفي مجرد الاعتراف ، بل لابد من العمل على ازالة هذه الرواسب ، فان كثير من
الملتزمين يكتفي بمجرد الاعتراف بخطئه وغفلته وجهله بذنوبه ، ثم لا يغير من هذا الواقع
المرير شيئا ... وتلك مصيبة كبرى
قال الملك الرحيم سبحانه " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ" (110 النحل)
اخوتي نعم ذنوبنا كثيرة وأخطائنا كبيرة ورغم ذلك فالله اكبر وأعظم فقط علينا التوبة والندم
وتأكدوا أخواني متى رجعنا وتبنا الى الله سيتقبل الله منا توبتنا
; بدليل قوله تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *
أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} الآية 135 من سورة آل عمران؛
وقال : {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً} النساءالآية 110 .
فعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله عز وجل يبسط
يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" .... (رواه مسلم والنسائي).
وقال صلى الله عليه وسلم : "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" ...(رواه الترمذي)
. وقال عمر رضي الله عنه : بقية عمر المؤمن لا قيمة له , يدرك فيه ما فات , ويحيي فيه ما أمات , ويبدل الله سيئاته
حسنات . والتوبة على ضربين ; باطنة , وحكمية , فأما الباطنة , فهي ما بينه وبين ربه تعالى
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { الندم توبة } .
وقيل : التوبة النصوح تجمع أربعة أشياء ; الندم بالقلب , والاستغفار باللسان ,
وإضمار أن لا يعود , ومجانبة خلطاء السوء
فعلينا اخوتي ان نوجه قلوبنا الى الرحمـن ونستئصل جميع رواسب الجاهلية من قلوبنا
ولنبدا مرحلة العلاج على بركة الله
فلذلك ايها الاخوة الاحباء في الله اذا بدأنا المواظبة على العلاج
لابد ان نضع ثلاث قواعد مهمة للعلاج وهي لا للاهمال ولا للتغيير ولا للنسيان
بل (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) الحجر 99
ولنظل مواظبين على العلاج حتى الموت
خطوات العلاج
(( ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتمه ))
فلابد اخوتي اذا شرعنا في العلاج ان نستمر فيه الى النهاية كما يقول الاطباء (( الكورس )) ومن اقوال العامة (( الصبر مر ))
والصبر هنا ضروري في العلاج ، فلابد من استمرار المر واستعذاب العذاب في سبيل الله تعالى
فلتكن الوصية الاولى (( الصبر )) اما الوصية الثانية فالثقة واليقين
الثقة في دعوة رجل صالح ، واليقين من وعد الله تعالى
والزمن جزء من العلاج فلابد من الصبر ، والله لا يعطي شيئا وعد به الا لمن سأله بيقين ،لا على وجه التجربة والشك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ادعو الله وانتم موقنون بالاجابة ))
وايانا والفتور فأنها آفة كل مسلم
فينبغي لمن جاهد وصبر الا تصيبه الفترة لدرجة الشكوى
ولعلاج آفة الفتور تلك علينا بالعمل ، لا ان نشكو الفتور
ومن شروط صحة التوبة
العزم على عدم العودة لاخطاءنا ، فلذلك يجب من اليوم ابتداء حل عقدة الاصرار ... بان تعزم عزما اكيدا وبثقة في النفس ،
وعلو همة أنك لن تعود الى شئ من الجاهلية ابدا ... وان قتلت ، وان حرقت ..
ينبغي أن ننطلق في طريقنا الى الله على سراط سوي ، وبهدي قويم قوي ، فلانلتفت ابدا
ونثق تماما أن الله في عون العبد طالما العبد صادق في طلب العون من الله
ولكي نكون على ثبات واستمرارية علينا بالقرب من الشيخ العالم ،
والصراحة المطلقة في بث الشكوى وطلب الفتوى ،والنصيحة والعمل بها ، والثقة فيها ..
ثم مخالطة صحبة من ذوي الهمم العالية والارادة القوية ، للتنافس على فعل الخيرات وترك المنكرات
ولنبتعد عن صحبة السوء ومعاشرة اهل الفوضى والمعاصي لكي لا نميل عن التزامنا واستقامتنا
أخي واختي فلنلجا الى الله ، فانه لا ملجأ منه الا اليه .. انطرح على عتبات بابه ، وابك اليه .. وادعه ليكشف عنك ...
تضرع اليه في الثلث الأخير من الليل واطلب منه أن يزيل عنك هذه الرواسب ،ويعينك على التخلص منها
ناده وقل : يارب يارب ... يالله ... يالله ... يا حي يا قيوم :
(( يا مقلب القلوب والابصار، ثبت قلبي على دينك ، يا مصرف القلوب ، صرف قلبي الى طاعتك ))
قل : (( اللهم أسلمت وجهي اليك ، وفوضت أمري اليك ، وألجأت ظهري اليك ، رغبة ورهبة اليك ،
لا ملجأ ولا منجي منك اليك ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي ارسلت ))
(( اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد ، أنت قيم السماوات
والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد ، أنت الحق ، ووعدك حق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ،
والنار حق ، والساعة حق ، والنبيون حق ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق
اللهم لك اسلمت ، وعليك توكلت ، وبك آمنت ، واليك أنبت ، وبك خاصمت ، واليك حاكمت ،
وأنت ربنا ، واليك المصير، فاغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ،
وما أنت أعلم به مني ،أنت المقدم ، وأنت المؤخر ، أنت الهي لا اله الا أنت ، ولا حول ولا قوة الا بك ))
فلنستعن بالله ونعزم ونصدق ونتوكل على الله
فقد حان وقت الجد ... هيا ... هيا ...هيا الى الفلاح